في كرة القدم العراقية، تستمر تقنية الفيديو المعروفة باسم "VAR" في خلق جدل لا ينتهي، حيث تتزايد المطالبات بضرورة إجراء تحسينات على هذه التقنية أو أو إلغائها، وبرز هذا الجدل الحاد على خلفية الأخطاء والتساؤلات المتكررة حول فعالية الـ VAR في اتخاذ القرارات الصعبة خلال المباريات التي أقيمت ضمن منافسات دوري نجوم العراق في الموسم الحالي. السؤال الآن يتسلل إلى أذهان عشاق اللعبة وذوي الاختصاص: هل يكمن الحل في تطوير التقنية نفسها أم في اللجوء إلى حكام أجانب لإدارة عمليات الـ VAR؟ تلك التساؤلات ترافقنا في رحلة استكشاف هذا الجدل المثير الذي يلقي بظلاله على مستقبل استخدام التقنية في الدوري العراقي للمحترفين. يقول رئيس الاتحاد العراقيّ لكرة القدم عدنان درجال ان "التحكيم يعد من ركائز النجاح في المنظومةِ الكرويّة، ومن أهم المقومات في قيادةِ المباريات إلى بر الأمان، لذلك نسعى جاهدين إلى توفير جميع مستلزمات النجاح للحكام، ولا بدَّ أن تكونَ هناك متابعةٌ مستمرةٌ من قبل لجنةِ ودائرة الحكام لمبارياتِ الدوري بعد كل جولةٍ، لتشخيص السلبياتِ وتعزيز الايجابيات من خلال إقامةِ جلساتِ التحليل ومناقشة الجوانب التحكيميّة بطريقةٍ تساعد على تطويرِ أداء الحكام وتقليل الأخطاء في المباريات. وعن مقترح الاستعانة بطواقم تحكيم اجنبية لإدارة المباريات المهمة في المسابقة أوضح رئيسُ الاتحاد "يتعين علينا تفعيلُ الاتفاقيات الثنائية مع دول الجوار بتبادل الحكام لقيادةِ المباريات، وهي خطوةٌ تسهم في زيادةِ خبرات حكامنا، والاستفادة من حكام دول الجوار، مع ضرورة إقامةَ دورات الفار لزيادة خبرات الحكام في اتخاذِ القراراتِ السليمة". وحول عدالة هذه التقنية ومن يديرها تحدث المدرب الكروي علي وهاب "في أول تجربة لتقنية الفار، ظهرت بعض الأخطاء، وكان أداؤها غير مثالي في العديد من المباريات، مما يشير إلى ضرورة تعزيز الخبرة والتدريب لتحسين فعالية استخدام هذه التقنية، لكن تبقى المرحلة الحالية هي بداية الاختبار الفعلي لهذا النظام". وتابع "أعبر عن رأيي المعارض لهذه العملية، حيث أرى أن جمال كرة القدم ينبغي أن يظل في إثارتها والاخطاء التي تحصل فيها وهي جزء منها ومن جماليتها، لذا يجب العمل على المزج بين التقنية والحفاظ على الجانب التقليدي للعبة، لمواصلة جعل المباريات وأخطاؤها مادة إعلامية قيمة في اليوم التالي". وأكد وهاب على انه "رغم استخدام الفار الا انه لاتزال العواطف تسيطر على بعض الحكام في محاباة اندية على حساب اندية أخرى". "الابتعاد عن التداخل في المهام والاستعانة بحكام ذوي خبرة هو الحل لمشكلة الـ VAR" هذا ما أشار اليه التدريسي في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة بجامعة كربلاء الدكتور حسام الموسوي الذي قال ان "تقنية الفيديو صممت لتقليل الأخطاء التحكيمية في المباريات الرياضية، وليس لزيادتها كما يحدث في العراق الان، لذا ينبغي جذب حكام ذوي خبرة لديهم القدرة على تمييز الحالات الخاطئة بفعالية في استخدام تقنية الفار". ويضيف لتحسين مستوى الحكام، يجب أن يتم إدراجهم في دورات تعليمية مكثفة تسلط الضوء على استخدام التقنية بشكل صحيح، يمكن أيضًا تكثيف هذه الدورات لضمان أن يكونوا على دراية كاملة بكيفية اتخاذ القرارات الدقيقة باستخدام الفار. وشدد الموسوي على ضرورة ان "يتم فصل حكم الساحة عن حكم الفار، حيث يجب أن يكون لكل منهم تدريب مختلف يناسب دوره الفريد، والذي نشهده في دوري نجوم العراق عكس هذا الشيء اذ نشهد اليوم الحكم يدير المباراة كحكم ساحة وفي اليوم التالي ذات الحكم نشاهده حكماً للفار، مضيفاً ان "حكم الفار يجب أن يمر بدورات تعليمية مستمرة للتأكد من أنه على دراية بأحدث التقنيات والقواعد التي تخص هذه التقنية". قريباً من أصحاب الشأن كشف مقيم الحكام في دوري نجوم العراق الحكم السابق رائد حبيب انه "أحياناً، من خلال متابعتي لدوري نجوم العراق، ظهر لي أن كاميرات الـ VAR لا تتمتع بالدقة نفسها المتوفرة في بلدان أخرى، مما يخلق حالة من الارتباك لدى حكامنا، وهذا سبب في التأخير في اتخاذ القرارات إلى جانب ذلك، هناك تحليل وتقدير غير دقيق لبعض الحالات، والذي يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة". وأضاف إن "تقنية VAR تعد إضافة كبيرة لدورينا، ومع ذلك، يجب أن يتم اتخاذ القرارات المركزية في بعض الحالات، حيث يلعب الحكام دوراً حاسماً في اتخاذ قرارات دقيقة اثناء المباريات". بينما كان للسلطة الرابعة حديثاً اخر حول تأثيرات تقنية الـ VAR، اذ قال الصحفي الرياضي حامد عبد العباس ان "تقنية الفار أُدخِلَت لتحسين التحكيم وإنصاف الفرق في دوري المحترفين، ولكن مع بداية استخدامها، لم تحل المشكلة بشكل كامل. الحكام وغرفة الفار قد يقعون في تفسيرات خاطئة، مما يؤدي إلى اجتهادات قد تؤثر على نتائج المباريات، الحل يكمن في الاستعانة بحكام ذوي خبرة من بلدان ذهبت قبلنا في هذا المجال، خاصة في المباريات الكبيرة، بالإضافة إلى زيادة الدورات التطويرية في تدريب الحكام والعاملين في غرفة الفار".