في عالم كرة القدم، هناك ملاعب اكتسبت شهرة واسعة ليس فقط بسبب تصميمها المعماري أو سعتها، ولكن أيضًا بسبب حماسة جماهيرها الشديدة التي تجعل منها مواقع رعب للفرق الزائرة. في العراق، أطلق محبو كرة القدم لقب "كراج حويدر" على ملعب جذع النخلة في البصرة، تعبيرًا مجازيًا يعكس الطموح في جعل هذا الملعب حصنًا لا يُقهر أمام منافسي المنتخب العراقي في تصفيات كأس العالم 2026. هذا الاسم مستوحى من "كراج حويدر"، المكان الشهير من المسلسل التلفزيوني "عالم الست وهيبة"، والذي كان مسرحًا ومقراً للفنان غالب جواد الذي اخذ دور "مهيدي" في المسلسل ومجموعته، وهو رمز للتحدي والقوة التي يأمل العراقيون أن يظهر بها فريقهم الوطني. في الرياضة، تعج الأسماء الرمزية للملاعب التي تضفي طابعًا خاصًا وتجسد مشاعر الجماهير، مثل ملعب آزادي في إيران الذي يعتبر واحدًا من أكثر الملاعب رعبًا في آسيا بسعته لـ98 ألف متفرج، حيث صوت الجمهور هناك يصم الآذان، ولايسمح فيه بدخول الأطفال والنساء. مثال آخر هو ملعب تورك تيليكوم أرينا في تركيا، الذي يُعرف بـ"الجحيم" بسبب حماسة جمهور غالطة سراي، حيث تكتسي مدرجاته الألعاب النارية في المواجهات الكبرى. "كراج حويدر" لم يكن استثناءً، فقد انقسم الوسط الرياضي العراقي بين مؤيد يرى في هذه التسمية تعبيرًا عن صعوبة الملعب وصخب جماهيره، ومعارض يراها إساءة للمدينة ولملعب البصرة الدولي. بين التأييد والمعارضة هناك من انتقد هذه التسمية بشدة، معتبرين أنها تقلل من قيمة صرح رياضي كبير أصبح رمزًا للوطنية العراقية. بينما يجد بعض الجماهير في التسمية تعبيرًا عن صعوبة مواجهة المنتخب العراقي على أرضه، ويعتقدون أنها رسالة تحذيرية لأي فريق يأتي للعب في ملعب جذع النخلة، مشيرين إلى أن الدخول إلى هذا الملعب يعني فقدان النقاط الثلاث، تمامًا كما كان الدخول إلى "كراج حويدر" محفوفًا بالمخاطر في المسلسل. لم يقتصر الجدل حول التسمية على العراق فقط، بل امتد إلى دولة عمان، حيث كتب المعلق العماني الشهير خليل البلوشي تساؤلاً على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي: "ما قصة كراج حويدر، ولماذا يتوعد الجمهور العراقي الخصوم بهذا المصطلح؟" مهمة المنتخب العراقي في الوقت الذي يستمر فيه الجدل حول التسمية، يركز المنتخب العراقي على تحقيق أهدافه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة. فقد أسفرت القرعة عن مواجهة العراق لمنتخبات كوريا الجنوبية، الأردن، عمان، فلسطين والكويت. وبالنظر إلى تاريخ العراق في المونديال، حيث لم يشارك إلا مرة واحدة في عام 1986، يأمل الفريق في تحقيق نتائج جيدة هذه المرة. بغض النظر عن الأسماء والجدل الدائر، يظل هدف المنتخب العراقي هو الوصول إلى المونديال وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره. ومع اشتداد المنافسة، يبقى ملعب البصرة الدولي، أو "كراج حويدر"، ساحة المواجهة التي يتطلع إليها الجميع.